26 - 06 - 2024

مؤشرات | تصرفات عدو أمة

مؤشرات | تصرفات عدو أمة

كل يوم بل كل لحظة وثانية تثبت الأيام أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول والأخير لمصر والأمة العربية كلها، بل للعديد من دول العالم، وسيظل هو العدو الطامع في كل الأمة، ولم تتغير هذا الأطماع مع كل عمليات التقارب مع الكيان رسميا مع الحكومات، وليس الشعوب.

في الذهنية الإنسانية لن يستطيع الكيان الصهيوني ومن يحاول التقرب منه أن يغير شيئًا بالإدعاء أنه يسعى إلى السلام والتعايش، فالعكس يحدث يوميًا، من خلال القتل والتدمير للآمنين في بيوتهم، والأطفال في مدارسهم، والشيوخ في أكواخهم وخيامهم ومخيماتهم، والنساء خلف أبواب الصفيح، والمرضىى على الأسرّة في مستشفياتهم المتهالكة.

والتصرفات اليومية على الأرض تثيت أن هذا العدو يتقن جرائمه لفرض الأمر الواقع، ولندقق في كلمات هذا الصهيوني الإرهابي (نيتنياهو)، عندما قال متحديًا الإرادة العربية والدولية "تعرضنا لضغوط من المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة بسبب حرب غزة، وضغطوا علينا وقالوا لا تدخلوا في عملية برية ودخلنا.. لا تدخلوا مستشفى الشفاء ودخلنا.. لا تدخلوا خان يونس ودخلنا.. لا تدخلوا رفح ودخلنا"، .. كلمات هذا الإرهابي الصهيوني تثبت أن الكيان الصهيوني أطماعه أكبر مما يتخيل البعض، واللهاث وراء سلام وتطبيع معه هو عبث ومضيعة للوقت، وكل خطوة تصب في صالحه، وليس لصالح أمتنا.

وقبل أيام استقالت "ستايسي جيلبرت" المسؤولة بوزارة الخارجية الأميركية، والخبيرة بمكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع للوزارة بسبب ضغوط "الصهاينة" في أمريكا لتغيير محتوى تقرير رسمي وإضافة عبارة تعني أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة!.

لهذا الحد وصل العبث ضد مجرد موقف يقول الحقيقة عما يجري لأهلنا في قطاع غزة، حيث قالت "جيلبرت إنه على النقيض من النسخة المنشورة، فإن المسودة الأخيرة التي اطلعت عليها ذكرت أن إسرائيل تمنع المساعدات الإنسانية"، وهو ما يعني أن التجميل لعمليات القتل سياسة مشتركة بين أمريكا والكيان الصهيوني، والتي راح ضحيتها بنهاية مايو ما يتجاوز 36171 شهيدًا و81420 جريحًا فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر2023 أي خلال 238 يومًا.

وفي كذب وتدليس مستمر لمحاولة تصدير الأزمة تجاه مصر، يخرج الكيان وبهدف كسب الوقت لمزيد من عمليات القتل والإبادة والتهجير القسري إدعى الكيان "وجود اتصالات مصرية إسرائيلية حول تدمير أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر"، مع "وجود اتفاق مصري إسرائيلي بشأن إعادة فتح معبر رفح".

وهو ما سارعت القاهرة بنفيه، مؤكدة أن لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام حول كل هذا وغيره، فالموقف المصري، واضح من خلال التمسك بالإنسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح كشرط لاستئناف العمل به، وإسناد مهمة إدارة المعبر من الجانب الفلسطيني إلى سيادة فلسطينية.

الكيان العدو يريد أن يثبت وجوده وسيادته على المعبر، بعد فرض سيادته العملياتية على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين قطاع غزة ومصر، ومحاولات إسرائيل كلها تصب في توفير أرضية بغطاء مصري لمزيد من التدمير، وهو ما تدركه القاهرة، وهو ما وصفه مصدر رسمي بالقول أن "الإدعاءات الإسرائيلية محاولات لتبرير عمليتها العسكرية في رفح، ومواصلة تلك العملية ولإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية".

ومن المهم أن ندقق في كلمات الصهاينة مثل تلك التي قالها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي "تساحي هنجبي"  في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان) "يتعين على إسرائيل أن تضمن مع المصريين عدم حصول تهريب عبر أنفاق تحت الحدود"، وهذا يعني إتهاما مباشرا من الكيان الصهيوني لمصر بتهريب السلاح، ومحاولة استدراج مصر لهذا النقطة، هو الحصول على إعتراف ضمني بوجود عمليات تهريب!!.

ألم نقل أن الكيان الصهيوني هو عدو وسيظل عدوا، وكل خطواته وأفعاله تثبت ذلك، ولننظر في كلمات أخرى لهذا الصهيوني "تساحي هنجبي" ، "يجب أن تُغلق الحدود بين مصر وغزة"، ليخرج للعالم بعد ذلك ويقول أن مصر هي التي تحاصر وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع تبرير احتلال الكيان الصهيوني غير الشرعي لمحور (صلاح الدين) فيلادلفيا، في أعقاب السيطرة على معبر رفح الفلسطيني من 7 مايو.

حقا إنها تصرفات عدو أمة كاملة.
----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | 19 كلمة لوزير خارجية إيران تثير القلق





اعلان